Deal of the day

العرب يعودون إلى سوريا.. ولبنان كيف سيتعاطى مع هذه التطورات؟

*العرب يعودون إلى سوريا.. ولبنان ″الرسمي″ متفرّج ومرتبك!*

كتبت د. إيمي حسين

عندما حطّت طائرة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيّان بمطار دمشق الدولي يوم أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي بهذا المستوى إلى سوريا، منذ أكثر من 10 أعوام، نُظر إلى هذه الزيارة على أنّها قد تأخّرت نحو 3 سنوات، إذ كان يفترض حصولها بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإعادة الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السّورية دمشق في 27 كانون الأول (ديسمبر) عام 2018.

تأخّر عودة الزيارات بين البلدين على هذا المستوى من المسؤولين كان لأسباب عدّة، على الرّغم من أنّ التواصل بينهما لم ينقطع وارتفع بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بينهما، إلى أنْ تُرجم هذا التقارب في زيارة أمس، التي كان سبقها في 20 تشرين الأوّل (إكتوبر) الماضي إتصال بين الرئيس السّوري بشّار الأسد مع ولي عهد أبو ظبي الشّيخ محمد بن زايد، بحثا فيه “سبل تعزيز التعاون المشترك، والتطوّرات في سوريا والشّرق الأوسط”.

وحسب البيان الصّادر بعد الإجتماع فقد تبين أنّ “العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشّراكات الإستثمارية في هذه القطاعات” إحتلت الصدارة، ما يعني أنّ الملفات الإقتصادية وإعادة الإعمار قد تقدمت على غيرها، وهي ملفات يُنتظر أن تترجم على الأرض قريباً بعد الزيارة، التي توقّع كثيرون بأن يعقبها زيارة الرئيس السّوري إلى الإمارات تلبية لدعوة رسمية تلقاها من الزّائر الإماراتي.

باب عودة العلاقات بين سوريا والإمارات إلى طبيعتها، يُنتظر لها أن تفتح الباب أمام عودة دول خليجية وعربية أخرى إلى عاصمة الأمويين، سياسياً وإقتصادياً وتنموياً، ما سيؤدّي في نهاية المطاف إلى بدء خروج سوريا من أزمتها الخانقة منذ قرابة عشرة أعوام، وانعكاس ذلك إيجابياً وتدريجياً على مختلف المجالات والقطاعات ونواحي الحياة.

لكن السّياسة لم تغب عن زيارة الوزير الإماراتي أمس إلى سوريا، وهي زيارة لم تكن لتحصل لولا حصول توافق خليجي عليها، وكذلك ضوء أخضر من الولايات المتحدة، فهي كانت تعبيراً عن سقوط الحصار السّياسي والديبلوماسي على سوريا، ومقدمة لرفع الحصار المالي والإقتصادي عنها وبدء ورشة إعادة الإعمار فيها، بعدما وصل الجميع إلى قناعة بأنّ ما حصل في سوريا كان عبثياً ومدمّراً لمقومات بلد عربي محوري وعريق، وتركت الأحداث فيه تداعياتها السلبية والخطيرة على مختلف دول الجوار والمنطقة، وهو ما لفت الوزير الإماراتي النظر إليه في البيان المشترك بعد الزيارة، من أنّ بلاده “تدعم جهود الإستقرار في سوريا”، وثقتها على أنّ سوريا “بقيادة الرئيس الأسد قادرةٌ على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب”، و”مساندة الشّعب السوري”.

إضافة إلى ذلك، فإنّ موضوع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية قبل القمّة العربية المقبلة في الجزائر في شهر آذار من العام المقبل، وعودة سوريا للعب دورها الإقليمي المحوري في المنطقة، كان حاضراً في بيان الزائر الإماراتي إلى سوريا، الذي أشار إلى “استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية”.

يبقى كيف سيتعاطى لبنان الرسمي مع هذه التطورات. فبينما بدأت الدول العربية تعود تباعاً إلى تطبيع علاقاتها مع دمشق، وهو ما كان يجب على لبنان أن يكون البادىء به في هذا المجال بِحُكم التّاريخ والجغرافيا، والعلاقات المميّزة بينه وبين سوريا، وبِحُكم المصالح المشتركة،

فإنّه بسبب سلطة سياسية عادت سوريا لارتباطها بجهات خارجية، وفاشلة وقاصرة النّظر، فقد بقي ينتظر، يترقّب، يرتبك ليكون للأسف في آخر الرْكب.

النتيجه المرتقبه للوضع السائد في المنطقه العربيه بعد هذا الصمد لا احد يعرف مداه

اترك رد

TVs and Audio Category