«التلذذ بالآلام»
كتب _ د. ناصر السلامونى
الله هو الرحمن الرحيم وطالبنا بالرحمة فى تعاملناوجعل الرحم رباط يجمع الناس في محبته وأقسم بأن من يصلها يصله ومن قطعها قطعه وكلنا يعلم أن من لا يرحم لا يرحم.
هذه مقدمة لا بد منها فكل من حولنا يغلب عليه القسوة وغلظة القلب وخاصة في أمور لا يجب فيها إلا المودة والرحمة.
أنظر إلى القسوة والغلظة في التعامل مع الجيران والأقارب وفى المصالح الحكومية بل ومؤسسات المجتمع المدني وفي السفارات إنها قمة الغطرسة وقلة الذوق والأدب ؛وهيا بنا نطوف حول أطر المجتمع الذى نعيشه٠
أذهب إن مرضت أو مرض من تهتم بأمره إلى مستشفى حكومي أوخاص واعرض شكواك وألمك ستجد فتورا وإعراضا بل استخفافا بشكواك وأنت مطالب بإجراءات ومصاريف ونفقات للعلاج ؛إن بدأت العلاج ودخلت الدوامة وسلمك الله بالخروج منها سالما.
وأن دخلت مستشفى خاص فمعك الله في دفع التأمين للدخول ثم تجد نفسك مباع لكل ماهو طبى حتى تلعن اليوم الذي احوجك المرض فيه لهم.
وأذهب إلى مدرسة وقدم لإبنك أو حفيدك ستجد شروطا تلعن المدارس والتدريس وسنينه من طلبات تطلبها إدارة المدرسة أو حتى الحضانة من شهادة تخرج الأب والأم والمستوى التعليمي والمادى ونوع السكن إيجار اوتمليك ووظيفة الوالدين وأقول لمن يملك المدارس أنت تريد عائلات تستجيب لك فى نصبك عليهم وإبتزازهم بادعاءات لم تقرها وزارة التربية والتعليم.
وأنظر إلى الجامعات الخاصة هى قمة الغطرسة فى التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور فرسومها مبالغ فيها بطريقة آثمة.
أنظر إلى أى جهة حكومية وكيف تتعامل مع الجمهور سترى تلذذ الموظفين في التعامل السيئ والتعالى عليهم وخاصة فرض طلبات لا أنزل الله بها من سلطان.
وأنظر إلى المؤسسات التى ماتمت الموافقة عليها الالمساعدة المجتمع المدني ولكن يتلذذ القائمون عليها في ازلال روادها واشعارهم بأنهم أولياء نعمتهم بتصويرهم والتشهير بهم رغبة في إظهار عملهم.
وأيضاً أنظر إلى رجال الأعمال في المواسم كيف يوزعون أموالهم ولحوم ذبائحهم والطوابير أمام شركاتهم أو محل إقاماتهم وإذلال العاملين معهم للفقراء والمساكين.
وأنظر إلى سفارات الدول وخاصة العربية وكيفية إذلال المتعاملين معها بالتعامل معهم من خلال نافذة أو نافذتين في الشارع وهم في غرفة مكيفة الهواء والجمهور الذى يدفع لهم بالعملة الصعبة في الشارع تغتاله أشعة الشمس الحارقة أو برد الشتاء ولا توجد أى مظاهر للرحمة تعرفها هذه السفارات فلا مقاعد ولا استراحات ولا حتى كلمة طيبة..
لاقيمة لنا نحن العرب مالم تكن الرحمة عنوانا لنا.
فلابد من رحمة الطبيب للمريض ولا يجعل كل همه المال فستتركه أيها المستغل و يحاسبك الله عليه.
وأنت أيها الموظف أنت خادم لنا وتتقاضى أجرك منا لخدمتنا فكيف بخادم يتغطرس ويتكبر اتق الله.
وأنت أيها الجار وأيها القريب لا تدخل الجنة إلا إذا نفذت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإحسان إلى الجار وأهل رحمك
وأنت أيها الغنى لاتشهر بالفقراء أعط وأنفق ولا تجعل يدك اليسرى تعلم ما أنفقته اليمني.
والسفارة عنوان دولتك فكما تتعامل مع جمهورك ورواد سفارتك نعرف دولتك أتقوا الله في الإنسان وأرحمونا.