“” فاقد الشئ لا يعطيه “”
عن هجوم البرلمان الوليد علي عمالقة الثقافة
بقلم غادة الوكيل
لم أندهش و لم أتعجب عندما قام بعض أعضاء ” سيد قراره ” المبجل الوليد الذي لا تعرف خبايا ” تكوين” سيادته سوي جهات محدودة .
لم أتعجب لقيامه – و في بدايات دورته المحمودة الرشيدة – بفعل مصري ” بلدي ” و هو ” ذبح القطة ” !
ذهب بعض الأعضاء” المحصنين” حاملين سهام التجهيل و رافعين رايات بألوان التلويح و الوعيد ،
ذهبوا في حملة شرسة ضد الصرح الشامخ الذي تتولي قيادته سيدة من أبرع و أنشط ما أنجبت مصر.
لم أندهش لأن الثقافة ليست سلعة و لا منتج تروّج له مثل السمنة و الصابون و البلاط و عقارات الصحراء.
بل هي مسلك الحضارة .
أقول الحضارة !
فما بالك بمعايير تلك المياه العميقة !
الثقافة تجسيد الحضارة .
و لكن قليل منهم يعلمون.
قاموا بهجوم مفتعل علي إحدي أقوي و أنشط أعضاء الحكومة و هي تحمل لواء التنوير في ظل ظروف قاسية جداً و تخترق طبقات الشعب بمحتوي عالي الجودة و التنويع.
الدكتورة إيناس عبد الدايم تجول مصر المحروسة من أقصي الصعيد لسيناء لسواحل بحريها بلا كلل تعيد إفتتاح المكتبات و تؤسس دور العرض و تدشن قصور ثقافة كان الزمان قد أكل عليها و شرب .
خاضت و لا زالت تخوض معركة العروض الإفتراضية و تقدم أقوي إرسال ثقافي في المنطقة علي موجات الانترنت حيث أعادت هي – وزيرة الثقافة – ريادة مصر للشرق الأوسط و أفريقيا.
و لن أسرد المجهود الهائل الذي بذل و يبذل في مجالات الإبداع شتي من المسرح بأشكاله إلي الشعر و الأدب بفروعه من أدب مرأة و طفل و خلافه مروراً بجميع أذرع الفنون التشكيلية و النحت و طبعاً الموسيقي من الأوبرا إلي فرق الفنون الشعبية ثم محاولة جادة للنهوض بالسينما بكامل أطقمها.
الثقافة بحر حضارة و إنجاز فكر بشري.
لا يقدره سوي الانسان المتحضر المفكر المتفهم لنسيج مجتمعه.
المثقف لا يقف – و هو ” زُهرات ” في سنة أولي برلمان و يريد أن يسمعه من لا يعرفه – و يردد وابل من الاتهامات إلي أرقي و أقوي مجال في الدولة !
الثقافة !
ممثلة في وزيرتها المبدعة المناضلة.
لهولاء أقول :
حقاً. فاقد الشئ لا يعطيه !!
و أرجوهم أن ” يتثقفوا” قليلاً قبل مهاجمه صرح الحضارة المصرية ألا و هي وزارة الثقافة.
و للحديث بقية…
غادة الوكيل